المواضيع الأخيرة
» تحميل كتاب "تحفة العروس أو الزواج الإسلامي السعيد"
كيف نغرس التقوى في قلوبنا Icon_minitimeالأربعاء أبريل 17, 2024 9:24 am من طرف profost

» الخطوات الأساسية لاختيار السباك المناسب في الرياض
كيف نغرس التقوى في قلوبنا Icon_minitimeالأربعاء فبراير 21, 2024 7:39 pm من طرف gamal

» تحميل كتاب الموطأ لإمام دار الهجرة مالك بن أنس رواية يحي بن يحي الليثي
كيف نغرس التقوى في قلوبنا Icon_minitimeالخميس فبراير 15, 2024 7:55 pm من طرف profost

» تأثير تراكم الرواسب على صحة الهواء والصحة العامة: دراسة حالة في الرياض
كيف نغرس التقوى في قلوبنا Icon_minitimeالخميس فبراير 15, 2024 5:36 pm من طرف gamal

» الكهرباء الآمنة تبدأ من هنا: كيفية اختيار كهربائي معتمد لمنزلك في الرياض
كيف نغرس التقوى في قلوبنا Icon_minitimeالخميس فبراير 15, 2024 3:07 pm من طرف gamal

» تحقيق التوازن الحياتي: كيف يُسهم مكتب الشغالات في تقديم الدعم الأسري؟
كيف نغرس التقوى في قلوبنا Icon_minitimeالخميس ديسمبر 28, 2023 10:30 pm من طرف gamal

» رفاهية الهواء البارد: خدمات شركة صيانة مكيفات في شمال الرياض
كيف نغرس التقوى في قلوبنا Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 27, 2023 2:37 pm من طرف gamal

» مكاتب شغالات في مدينة نصر: تحسين جودة الحياة المنزلية
كيف نغرس التقوى في قلوبنا Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 27, 2023 9:48 am من طرف gamal

» نظافة فائقة: استعراض لأفضل شركات تنظيف المنازل في مدينة نصر
كيف نغرس التقوى في قلوبنا Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 27, 2023 7:57 am من طرف gamal

» تنظيف وتعقيم: شركة صيانة مكيفات تفوق التوقعات في شرق الرياض
كيف نغرس التقوى في قلوبنا Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 25, 2023 11:32 am من طرف gamal

» في ظل الحرارة: كيف تعتني شركتنا بمكيفاتك في غرب العاصمة؟
كيف نغرس التقوى في قلوبنا Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 25, 2023 10:39 am من طرف gamal

» تنظيف فعّال وبيئي: رحلة استخدام البخار في تحسين نظافة وصحة الكنب في الرياض
كيف نغرس التقوى في قلوبنا Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 25, 2023 9:07 am من طرف gamal

» شركات تنظيف الكنب بالرياض: تلميحات حول الاختيار الأمثل
كيف نغرس التقوى في قلوبنا Icon_minitimeالسبت ديسمبر 23, 2023 9:29 pm من طرف gamal

» المهنية والجودة: كيف يساهم مكتب الترجمة المعتمد في نجاح الأعمال في سوق مدينة نصر؟
كيف نغرس التقوى في قلوبنا Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 18, 2023 3:41 pm من طرف gamal

» Exercice 10: Systèmes mécaniques oscillants || Pendule pesant (Examen national 2010) || 2BAC
كيف نغرس التقوى في قلوبنا Icon_minitimeالأحد مايو 28, 2023 4:01 pm من طرف Admin


كيف نغرس التقوى في قلوبنا Coverالموطأ للامام مالك بن أنس - رواية يحي بن يحي الليثي

كيف نغرس التقوى في قلوبنا %25D8%25AA%25D8%25AD%25D9%2581%25D8%25A9%2B%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B9%25D8%25B1%25D9%2588%25D8%25B3تحميل كتاب "تحفة العروس أو الزواج الإسلامي السعيد"

كيف نغرس التقوى في قلوبنا 35058666._SX318_كتاب ''الثقة الفورية'' لبول ماكينا

كيف نغرس التقوى في قلوبنا 63884321153sتحميل رواية الخيميائي لباولو كويلو


كيف نغرس التقوى في قلوبنا 0000503075تحميل كتاب أنتيخريستوس

كيف نغرس التقوى في قلوبنا Df175c197343784d206f920819480306.pngتحميل كتاب الكون الأنيق لبرايان غرين

كيف نغرس التقوى في قلوبنا 95730e2b4ba704e0e1f7752bc3d927e2.jpgتحميل كتاب أينشتين والنسبية pdf الكاتب مصطفى محمود

كيف نغرس التقوى في قلوبنا %D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%89-%D9%85%D9%86-%D8%B9%D9%85%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86تحميل كتاب الدقائق الثلاث الأولى من عمر الكون لستيفن وينبرغ

كيف نغرس التقوى في قلوبنا 15305تحميل كتاب الحرية أو الطوفان ل د. حاكم المطيرى

كيف نغرس التقوى في قلوبنا 17841329._UY546_SS546_تحميل كتاب ''الإنسان الصرصار'' لفيودور دوستويفسكي

كيف نغرس التقوى في قلوبنا 1023770_1200x1791تحميل كتاب أحجار على رقعة الشطرنج

كيف نغرس التقوى في قلوبنا AM5ffzaمائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ

كيف نغرس التقوى في قلوبنا Fq775Qzرواية 100 عام من العزلة

كيف نغرس التقوى في قلوبنا 29566152._SY475_ كتاب الهدوء لـ سوزان كين

كيف نغرس التقوى في قلوبنا 1006433كتاب أيقظ قواك الخفية لأنتونى روبنز

كيف نغرس التقوى في قلوبنا Ketab4pdf.blogspot.com-mghtrbonرواية المغتربون

كيف نغرس التقوى في قلوبنا Ketab4pdf.blogspot.com-kabsolaكتاب كبسولة قبل الامتحان

كيف نغرس التقوى في قلوبنا 157637كتاب أسلحة، جراثيم، فولاذ - مصائر المجتمعات البشرية لجارد دايموند

كيف نغرس التقوى في قلوبنا Coverتحميل وقراءة كتاب "فن الحرب" لسون تزو

كيف نغرس التقوى في قلوبنا 1657915692تحميل كتاب سيكولوجية الجماهير لـ غوستاف لوبون

كيف نغرس التقوى في قلوبنا %25D9%2584%25D8%25A3%25D9%2586%25D9%2583%2B%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2584%25D9%2587كتاب "لأنك الله" للشيخ علي بن جابر الفيفي

كيف نغرس التقوى في قلوبنا 22796308كتاب ''العوالم المتوازية للذات'' للكاتب فريدريك داودسون

كيف نغرس التقوى في قلوبنا Images?q=tbn:ANd9GcTuIfDOGtIWB7LPzk_M25DnL7Wffx8dg4CDc0Tw8jH3to4YNYfi تحميل كتاب التغلب على الخجل لجون ووكر و موري شتاين

كيف نغرس التقوى في قلوبنا 2vY2A12تحميل كتاب "الأهداف" لبراين ترايسي

كيف نغرس التقوى في قلوبنا Imageتحميل كتاب ''قوة الفشل'' لشارلز مانز

الزوار
Flag Counter
اعجبني الموقع

كيف نغرس التقوى في قلوبنا

اذهب الى الأسفل

كيف نغرس التقوى في قلوبنا Empty كيف نغرس التقوى في قلوبنا

مُساهمة من طرف Admin الجمعة سبتمبر 23, 2016 7:17 pm


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

*********
" كيف نغرس التقوى في قلوبنا "
*************************


إذا أكثر العبد من تلاوة النصوص القرآنية وقراءة الأحاديث النبوية التي تتحدث عن الأهوال التي ستصيب الناس في القبر والموقف العظيم والنار، فإن قلبه يمتلئ بمخافة الله تعالى : " لَهُمْ مِّنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنْ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ " [الزمر: 16] .

وإذا وفق العبد لمعرفة أهوال القبر وأهوال القيامة، ثم تصور أنه واقع في تلك الأهوال، فإن قلبه يرعوي .

- ما يقع للبعد عند موته وبعد الموت :

جمع شيخنا الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى روايات الحديث الذي يخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فيه ما يقع للبعد عندما يأتيه الموت، وما يجري له بعد الموت، ومن تأمل في هذا الحديث بصدق، رزقه الله – إن شاء الله – التقوى، عن البراء بن عازب قال : خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر ولما يلحد، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم [مستقبل القبلة] وجلسنا حوله، وكأن، على رؤوسنا الطير، وفي يده عود ينكت في الأرض، [فجعل ينظر إلى السماء، وينظر إلى الأرض، وجعل يرفع بصره ويخفضه، ثلاثاً] فقال : «استعيذوا بالله من عذاب القبر» مرتين، أو ثلاثاً [ثم قال : «اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر»] [ثلاثاً] ثم قال : «إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا، وإقبال من الآخرة، نزل إليه ملائكة من السماء، بيض الوجه، كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة، وحنوط من حنوط الجنة، حتى يجلسوا منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الطيبة (وفي رواية : المطمئنة) اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، قال : فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء، فيأخذها (وفي رواية : حتى إذا خرجت روحه صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض، وكل ملك في السماء، وفتحت له أبواب السماء، ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن يعرج بروحه من قبلهم) فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها، فيجعلوها في ذلك الكفن، وفي ذلك الحنوط، [فذلك قوله تعالى : " تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ " [الأنعام: 61] ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض» .

قال : «فيصعدون بها فلا يمرون – يعني – بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الطيب ؟ فيقولون : فلان ابن فلان – بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا، حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا، فيستفتحون له، فيفتح لهم، فيشيعه من كل سماء مقربوها، إلى السماء التي تليها، حتى ينتهي به إلى السماء السابعة، فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين [ " وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ * كِتَابٌ مَّرْقُومٌ * يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ " [المطففين: 19- 21] فيكتب كتابه في عليين، ثم يقال] : أعيدوه إلى الأرض، فإني [وعدتهم أني] منها خلقتهم، وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى، قال : فــ[يرد إلى الأرض، و] تعاد روحه في جسده، [قال : فإنه يسمع خفق نعال أصحابه إذا ولوا عنه] [مدبرين] .

فيأتيه ملكان [شديدا الانتهار] فــ [ينتهرانه، و] يجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله، فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : ديني الإسلام، فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقولان له : وما عملك ؟ فيقول : قرأت كتاب الله، فآمنت به، وصدقت [فينتهره فيقول : من ربك ؟ ما دينك ؟ من نبيك ؟ وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن، فذلك حين يقول الله عز وجل : " يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا " [إبراهيم: 27] فيقول : ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم ، فينادي منادٍ في السماء : أن صدق عبدي، فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له باباً إلى الجنة، قال : فيأتيه من روحها وطيبها، ويفسح له في قبره مدَّ بصره» .

قال : «ويأتيه [وفي رواية : يمثل له] رجل حسن الوجه، حسن الثياب، طيب الريح، فيقول : أبشر بالذي يسرك، [أبشر برضوان من الله، وجنات فيها نعيم مقيم] هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له : [وأنت فبشرك الله بخير] من أنت، فوجهك الوجه يجيء بالخير، فيقول : أنا عملك الصالح [فو الله ما علمتك إلا كنت سريعاً في إطاعة الله، بطيئاً في معصية الله، فجزالك الله خيراً]، ثم يفتح له باب من الجنة، وباب من النار، فيقال : هذا منزلك لو عصيت الله، أبدلك الله به هذا، فإذا رأى ما في الجنة قال : رب عجل قيام الساعة، كيما أرجع إلى أهلي ومالي [فيقال له: اسكن] » .

قال : «وإن العبد الكافر (وفي رواية: الفاجر) إذا كان في انقطاع من الدنيا، وإقبال من الآخرة، نزل إليه من السماء ملائكة [غلاظ شداد]، سود ا لوجوه، معهم المسوح (جمع المسح، بكسر الميم، وهو ما يلبس من نسيج الشعر على البدن تقشفاً وقهراً للبدن) [من النار] فيجلسون منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقول : أيتها النفس الخبيئة اخرجي إلى سخط من الله وغضب، قال : فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السَّفود [الكثير الشعب] من الصوف المبلول، [فتقطع معها العروق والعصب] ، [فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض، وكل ملك في السماء، وتغلق أبواب السماء، ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله ألا تعرج روحه من قبلهم] فيأخذهما، فإذا أخذها، لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح، ويخرج منها كأنتن ريح جيفه وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها، فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الخبيث ؟ فيقولون : فلان ابن فلان – بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا، حتى ينتهي به إلى السماء الدنيا، فيستفتح له، فلا يفتح له، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ " [الأعراف: 40] فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتابه في سجين، في الأرض السفلى [ثم يقال : أعيدوا عبدي إلى الأرض فإني وعدتهم أني منها خلقتهم، وفيها أعيدها، ومنها أخرجهم تارة أخرى] فتطرح روحه [من السماء] طرحاً [حتى تقع في جسده] ثم قرأ " وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ " [الحج:31] فتعاد روحه في جسده [قال : فإنه ليسمع خفق نعال أصحابه إذا ولوا عنه] .

ويأتيه ملكان [شديدا الانتهار، فينتهر أنه، و] يجلسانه، فيقولان له : من ربك ؟ [فيقول : هاه هاه (هي كلمة تقال في الضحك وفي الإيعاد، وقد تقال للتوجع، وهو أليق بمعنى الحديث، والله أعلم. كذا في (الترغيب)) لا أدري، فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : ها هاه لا أدري] فيقولان : فما تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فلا يهتدي لاسمه، فيقال : محمد ! فيقول : ها هاه لا أدري [سمعت الناس يقولون ذاك ! قال : فيقال : لا دريت] ، [ولا تلوت] فينادي مناد من السماء أن كذب، فافرشوا له من النار، وافتحوا له باباً إلى النار، فيأتيه من حرها وسمومها، ويضيَّق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه .

ويأتيه (وفي رواية : ويمثل له) رجل قبيح الوجه، قبيح الثياب، منتن الريح، فيقول : أبشر بالذي يسوؤك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقولك [وأنت فبشرك الله بالشر] من أنت ؟ فوجهك الوجه يجيء بالشر ! فيقول : أنا عملك الخبيث [فو الله ما علمت إلا كنت بطيئاً عن طاعة الله، سريعاً إلى معصية الله] [فجزاك الله شراً، ثم يقيض له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة ! لو ضرب بها جبل كان تراباً، فيضربه ضربة حتى يصير بها تراباً، ثم يعيده الله كما كان، فيضربه ضربة أخرى، فيصبح صيحة يسمعه كل شيء إلا الثقلين، ثم يفتح له باب من النار، ويمهد من فرش النار] فيقول : رب لا تقم الساعة» .

[قال شيخنا الألباني في تخريجه: أخرجه أبو داود والحاكم والطيالسي وأحمد والسياق له والآجري في "الشريعة" وروى النسائي وابن ماجه، القسم الأول منه إلى قوله: "وكأن على رؤوسنا الطير"، وهو رواية لأبي داود بأخصر منه وكذا أحمد وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين". وأقره الذهبي، وهو كما قالا، وصححه ابن القيم في "إعلام الموقعين"و"تهذيب السنن" ونقل فيه تصحيحه عن أبي نعيم وغيره].

- تصور المحاسبي لأهوال يوم القيامة :

يقول الحارث المحاسبي مصوراً أهوال يوم القيامة : " حتى إذا تكاملت عدة الموتى، وخلت من سكانها الأرض والسماء، فصاروا خامدين بعد حركاتهم، فلا حس يسمع، ولا شخص يرى، وقد بقي الجبار الأعلى كما لم يزل أزلياً واحداً منفرداً بعظمته وجلاله، ثم لم يفجأ روحك إلا بنداء المنادي لكل الخلائق معك للعرض على الله عز وجل بالذل والصغار منك ومنهم .

فتوهم كيف وقع الصوت في مسامعك وعقلك، وتفهم بعقلك بأنك تدعى إلى العرض على الملك الأعلى، فطار فؤادك وشاب رأسك للنداء، لأنها صيحة واحدة للعرض على ذي الجلال والإكرام والعظمة والكبرياء – فبينما أنت فزع للصوت إذ سمعت بانفراج الأرض عن رأسك، فوثبت مغيراً من قرنك إلى قدمك بغبار قبرك، قائماً على قدميك، شاخصاً ببصرك نحو النداء، وقد ثار الخلائق كلهم معك ثورة واحدة، وهم مغبرون من غبار الأرض التي طال فيها بلاؤهم .

فتوهم ثورتهم بأجمعهم بالرعب والفزع منك ومنهم، فتوهم نفسك بعريك ومذلتك وانفرادك بخوفك وأحزانك وغمومك وهمومك في زحمة الخلائق، عراة حفاة، صموت أجمعون بالذل والمسكنة والخافة والرهبة، فلا تسمع إلا همس أقدامهم والصوت لمدة المنادي، والخلائق مقبلون نحوه، وأنت فيهم مقبل نحو الصوت، ساعٍ بالخشوع والذلة، حتى إذا وافيت الموقف ازدحمت الأمم كلها من الجن والإنس عراة حفاة، قد نزع الملك من ملوك الأرض، ولزمتهم الذلة والصغار، فهم أذل أهل الجمع وأصغرهم خلقة وقدراً بعد عتوهم وتجبرهم على عباد الله عز وجل في أرضه .

ثم أقبلت الوحوش من البراري وذرى الجبال، منكسة رؤوسها لذل يوم القيامة بعد توحشها وانفرادها من الخلائق، ذليلة ليوم النشور لغير بلية نابتها ولا خطيئة أصابتها، فتوهم إقبالها بذلّها في اليوم العظيم ليوم العرض والنشور .

وأقبل السباع بعد ضراوتها وشهامتها منكّسة رؤوسها ذليلة ليوم القيامة حتى وقفت من وراء الخلائق بالذل والمسكنة والانكسار للملك الجبار، وأقبلت الشياطين بعد عتوها وتمردها خاشعة لذل العرض على الله سبحانه، فسبحان الذي جمعهم بعد طول البلاء، واختلاف خلقهم وطبائعهم وتوحش بعضهم من بعض، قد أذلهم البعث وجمع بينهم النشور .

حتى إذا تكاملت عدة أهل الأرض من إنسها وجنها وشياطينها ووحوشها وسباعها وأنعامها وهوامها، واستووا جميعاً في موقف العرض والحساب، تناثرت نجوم السماء من فوقهم، وطمست الشمس والقمر، وأظلمت الأرض بخمود سراجها وإطفاء نورها، فبينما أنت والخلائق على ذلك إذ صارت السماء الدنيا من فوقهم، فدارت بغلظمها خمسمائة عام، فيا هول صوت انشقاقها في سمعك، ثم تمزقت وانفطرت بعظيم هول يوم القيامة، والملائكة قيام على أرجائها، وهي حافات ما يتشقق ويتفطر، فما ظنك بهول تنشق فيه السماء بعظمها، فأذابها ربها حتى صارت كالفضة المذابة تخالطها صفرة لفزع يوم القيامة،كما قال الجليل الكبير " فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ " [الرحمن: 37] " يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ " [المعارج: 8- 9] فبينا ملائكة السماء الدنيا على حافتها إذ انحدروا محشورين إلى الأرض للعرض والحساب، وانحدروا من حافتيها بعظم أجسامهم وأخطارهم وعلو أصواتهم بتقديس الملك الأعلى الذي أنزلهم محشورين إلى الأرض بالذلة والمسكنة للعرض عليه والسؤال بين يديه .

فتوهم تحدرهم من السحاب بعظيم أخطارهم وكبير أجسامهم وهول أصواتهم وشدة فرقهم، منكسين لذل العرض على الله عز وجل. فيا فزعك وقد فزع الخلائق مخافة أن يكونوا أمروا بهم، ومسألتهم إياهم : أفيكم ربنا ؟ ففزع الملائكة من سؤالهم إجلالاً لمليكهم أن يكون فيهم، فنادوا بأصواتهم تنزيهاً لما توهمه أهل الأرض : سبحان ربنا، ليس هو بيننا، ولكنه آتٍ من بعد، حتى أخذوا مصافهم محدقين بالخلائق منكسين رؤوسهم لذلّ يومهم .

فتوهمهم، وقد تسربلوا بأجنحتهم، ونكسوا رؤوسهم في عظم خلقهم بالذل والمسكنة والخشوع لربهم، ثم كل شيء على ذلك، وكذلك إلى السماء السابعة، كل أهل سماء مضعفين بالعدد، وعظم الأجسام، وكل أهل سماء محدقين بالخلائق صفاً واحداً .

حتى إذا وافى الموقف أهل السموات السبع والأرضين السبع كسيت الشمس حر عشر سنين، وأدنيت من رؤوس الخلائق قاب قوس أو قوسين، ولا ظلَّ لأحد إلا ظل عرش رب العالمين، فمن بين مستظل بظل العرش، وبين مضحو بحر الشمس، قد صهرته بحرها، واشتد كربه وقلقه من وهجها، ثم ازدحمت الأمم وتدافعت، فدفع بعضهم بعضاً، وتضايقت فاختلفت الأقدام، وانقطعت الأعناق من العطش، واجتمع حر الشمس ووهج أنفاس الخلائق وتزاحم أجسامهم، ففاض العرق منهم سائلاً حتى استنقع على وجه الأرض ثم على الأبدان على قدر راتبهم ومنازلهم عند الله عز وجل بالسعادة والشقاء، حتى إذا بلغ من بعضهم العرق كعبيه، وبعضهم حقويه، وبعضهم إلى شحمه أذنيه، ومنهم من كاد أن يغيب في عرقه ، ومن قد توسط العرق من دون ذلك منه .

عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الرجل (وقال مرة: إن الكافر) ليقوم يوم القيامة في بحر رشحه إلى أنصاف أذنيه من طول القيام» [متفق عليه] .

وعن عبد الله رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم : «إن الكافر يلجم بعرقه يوم القيامة من طول ذلك اليوم» (وقال عليّ : من طول القيام ، قالا جميعاً) حتى يقول : رب أرحني ولو إلى النار ، وأنت لا محالة أحدهم، فتوهم نفسك راجعة لكربك، وقد علاك العرق، وأطبق عليك الغم، وضاقت نفسك في صدرك من شدة العرق والفزع والرعب، والناس معك منتظرون لفصل القضاء إلى درا السعادة أو إلى دار الشقاء، حتى إذا بلغ المجهود منك ومن الخلائق منتهاه، وطال وقوفهم لا يكلمون ولا ينظرون في أمورهم " .

عن قتادة أو كعب، قال : " يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ " [المطففين: 6] قال : " يقومون مقدار ثلاثمائة عام، وقال : سمعت الحسن يقول : ما ظنك بأقوام قاموا لله عز وجل على أقدامهم مقدار خمسين ألف سنة لم يأكلوا فيها أكلة، ولم يشربوا فيها شربة، حتى إذا انقطعت أعناقهم من العطش، واحترقت أجوافهم من الجوع انصرف بهم إلى النار، فسقوا من عين آنية قد آن حرها، واشتد نفحها " .

فلما بلغ المجهود منهم ما لا طاقة لهم به، كلَّم بعضهم بعضاً في طلب من يكرم على مولاه أن، يشفع لهم في الراحة من مقامهم وموقفهم لينصرفوا إلى الجنة أو إلى النار من وقوفهم، ففزعوا إلى آدم ونوح ومن بعده إبراهيم، وموسى وعيسى من بعد إبراهيم، كلهم يقول لهم : إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولا يغضب بعده مثله، فكلهم يذكر شدة غضب ربه عز وجل، وينادي بالشغل بنفسه فيقول: نفسي نفسي، فيشتغل بنفسه عن الشفاعة لهم إلى ربهم لاهتمامه بنفسه وخلاصها، وكذلك يقول الله عز وجل : " يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَّفْسِهَا " [النحل: 111] .

فتوهم أصوات الخلائق وهم ينادون بأجمعهم، منفرد كل واحد منهم بنفسه، ينادي نفسي نفسي، فلا تسمع إلا قول نفسي نفسي ، فيا هول ذلك وأنت تنادي معهم بالشغل بنفسك والاهتمام بخلاصها من عذاب ربك وعقابه، فما ظنك بيوم ينادي فيه الله آدم، والخليل إبراهيم، والكليم موسى، والروح والكلمة عيسى مع كرامتهم على الله – عز وجل – وعظم قدر منازلهم عند الله عز وجل، كل ينادي : نفسي نفسي، شفقاً من شدة غضب ربه، فأين أنت منهم ففي إشفاقك في ذلك اليوم واشتغالك بحزنك وبخوفك ؟ حتى إذا أيس الخلائق من شفاعتهم لما رأوا من اشتغالهم لأنفسهم ، أتوا النبي محمداً صلى الله عليه وسلم فسألوه الشفاعة إلى ربهم فأجابهم إليها، ثم قام إلى ربه عز وجل واستأذن عليه، فأذن له، ثم خرّ لربه ساجداً، ثم فتح عليه من محامده والثناء عليه لما هو أهله، وذلك كله يسمعك وأسماع الخلائق، حتى أجابه ربه عز وجل إلى تعجيل عرضهم والنظر في أمورهم" [كتاب التوهم والأهوال للحارث بن أسد المحاسبي] .

الإكثار من ذكر الله تعالى :

الإكثار من ذكر الله تعالى يرقق القلوب، ويصفي الأرواح، ويغرس التقوى في قلوب العباد، قال ابن القيم : " إنَّ أكرم الخلق على الله تعالى من المتقين من لا يزال لسانه رطباً بذكر الله تعالى" [الوابل الصيب من الكلم الطيب].
Admin
Admin
مدير المنتدى
مدير المنتدى

الابراج : الجوزاء
عدد الرسائل : 2283
العمر : 34
نقاط التميز : 5796
السٌّمعَة : 47
تاريخ التسجيل : 15/12/2008

https://medamin.ahlamontada.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى