ليس كل المسلمين إرهابيين ، و لكن كل الإرهابيين مسلمين

من طرف **Admin** السبت يناير 17, 2015 11:14 am

ليس كل المسلمين إرهابيين ، و لكن كل الإرهابيين مسلمين"

عبارة خاطئة كثيراً ما نسمعها من الإعلام الأوروبي و الأمريكي. و دائماً ما يعقب المذيع أو الخبير الإستراتيجي في الإرهاب على هذة الجملة بسؤال: لماذا لا نري إرهابي مسيحي أو إرهابي يهودي أو إرهابي بوذي؟

ما يجعلنا نتسائل: هل كل إرهابي مسلم؟

بالطبع هناك من ينتسبون للدين الإسلامي من المتطرفين يرتكبون بإسم الدين أعمالاً إرهابية بناءً على أجندا سياسية مرسومة لهم بدون تفكير أو إستناد على عقيدة أوفهم صحيح للدين الإسلامي. ولكننا لا نستطيع أن ننكر إنتسابهم للإسلام.

و الحقيقة التي قد تصدم الجميع هي أن حاصل العمليات الإرهابية التي إرتكبها متطرفين إسلاميين خلال الخمس سنوات الماضية لا تزيد عن ٢٪ من مجموع حوادث الإرهاب في أوروبا و أمريكا طبقاً لتقرير منظمة ال Europol العالمية. و في التقرير السنوي لوكالة الأمن الأوروبي عن عام ٢٠١٤ يؤكد أن معظم العمليات الإرهابية في أوروبا قد قامت بها جماعات إنفصالية أوروبية بغرض الاستقلال عن بلدانهم. و أفاد التقرير عن عام ٢٠١٣ أنه من بين ١٥٢ عملية إرهابية في أوروبا فقط عمليتان من تلك العمليات الإرهابية كان لها دوافع دينية، بينما هناك ٨٤ من هذة العمليات الإرهابية تمت تحت دوافع عنصرية أو عرقية أو إنشقاقية.

في فرنسا مثلاً ، شنت جماعة FLNC الإنفصالية، التي تدعوا إلي إنفصال جزيرة "الكورس" عن فرنسا، في ديسمبر ٢٠١٣ هجوم أرهابي بالصواريخ على قسمين للبوليس في مدينتين فرنسيتين.

في اليونان، قام مسلحين من الجناح اليساري Golden Dawn بهجوم إرهابي على أعضاء من حزب اليمين السياسي.

بينما في إيطاليا، قامت الحركة الأناركية FAI بشن عدد من الهجمات الإرهابية و كان من ضمن الهجمات إرسال قنبلة لصحفي معارض ( لصحفي؟؟ نعم لصحفي!)

هل سمعنا عن هذة العمليات الإرهابية في الإعلام الغربي من قبل؟ ماذا لو كان مرتكبي تلك الهجمات الإرهابية ممن ينسبون أنفسهم للإسلام؟ لا تجيب، فهذا سؤال تهكمي..

في النرويج، في عام ٢٠١١ قام الإرهابي " أندريس بيرڤيك" بقتل ٧٧ شخص، بدافع ديني و هو تطهير النرويج من المسلمين و الملونين بحسب إعترافته. و قد أعلنت جماعة " أوروبا المسحيين" مسؤليتها عن الهجوم الإرهابي. لم يغطى الإعلام الغربي هذا الحادث بالضجة التي غطى بها حادث جريدة تشارلي هيبدو، و لم يخرج علينا المذيعين و لا المحللين أو خبراء الإرهاب يملؤن علينا القضاء و هم يتسائلون عن كيفية التصدي لهجمات الإرهاب المسيحي في المستقبل..حتى فكرة تسمية هذا الإرهاب بالإرهاب المسيحي كانت مرفوضة من دعاة التصدي للإرهاب الإسلامي!

هل سمعت عن إرهاب البوذيين من قبل؟؟ نعم إرهاب البوذيين ، الذين قتلوا الآلاف من المسلمين في بورما و سيريلانكا ، ووصل التطرّف بهم لحرق البيوت و المتاجر و الجثث.

و ماذا عن ( حاشا لله حاشا لله و يتقطع لساني) إرهاب اليهود و الذي وصل إلى ٣٩٩ عمليه إرهابية في العام الماضي، ضد العزل من المسلمين بغرض الإستيطان و كانت النتيجة قتل المسلمين و حرق المنازل و المساجد و الكنائس . و لا أتكلم هنا عن إرهاب دولة إسرائيل ، بل أتكلم عن إرهاب المواطنين اليهود.

أما في أمريكا فنسبة الإرهاب من المتطرفين الإسلاميين لا تتعدي أيضاً ال ٢٪ مثل أوروبا. ففى دراسه لل FBI أثبتت أن ٩٤٪ من العمليات الإرهابية التي تمت بين عامي ١٩٨٠ إلى ٢٠٠٥ قام بها غير المسلمين . و حوالي ٤٢٪ من العمليات الإرهابية قام بها إرهابيون من أصول لاتينية و ٢٤٪ قام بها إرهابيون من الجناح اليساري. و في عام ٢٠١٤ أثبتت دراسة في جامعة North Carolina أنه منذ أحداث ١١ سيبتمبر و عدد ضحايا الإرهاب المنسوب لجماعات متطرفة إسلامية لا يزيد عن ٣٧ ضحية، بالرغم من أن عدد المقتولين في أمريكا في نفس العام حوالي ١٩٠ ألف شخص.

لكن الإعلام بكل بساطة لا يغطي أي حوادث إرتكبها غير المسلمين. لأنها تجارة رابحة، قصة " الآخر" الشرير تكسب أكثر، تلك القصة التي تحكي عن صراع الخير و الشر.. الخير المتمثل في الرجل الغربي الأبيض و بين الآخر الشرير الملون المسلم ..

لن تسمعوا لإعلام الغرب يسمي هذة الحوادث بمسمى " الإرهاب المسيحي" أبداً.. هذا أمر مستحيل، مؤرق، قد يجعل الناس تفتش عن العدو في الداخل و قد يملون و يحولون القناة.

أعرف أن هذا المقال لن يغير من الأمر شيئ، لكني أرجوا أن يجعلك تدرك أنه ليس كل الإرهابين مسلمين، فالحقيقة أن إرهاب المسلمين أقل بكثير من إرهاب المسيحين و اليهود و البوذيين. أنا لا أقلل من خطر التطرّف الإسلامي و لا أدافع عن التطرّف في أي دين.. لكني أريد أن أقول لك: "إرفع رأسك فوق إنت مسلم"

منقول من موقع ماي ايجي