فرعون موسى

فرعون موسى ..وأساطير تكتب لقتلاع جذور العرب من فلسطين.
د/ نزيه سليمان
معمانيتون السمنودي
ان الانسان لا ينسى اصله ولا ينسى تاريخه الا اذا اخترع له المحتل اصلا جديد وتاريخا جديد وجعله يتشدق بهما ويتغنى بهم ليل نهار حتى يشب جيلا جديدا لايعرف له اصلا ولا هوية ولا تاريخ، ولا تهدم حضارة بواسطة حضارة اخرى او قوة عسكرية او محتل او غاصب، انما تهدم الحضارات بأيدي اهله اذا ورثوا الجهل والفقر والمرض وعدم الامانة في عملهم واخلاقهم وعلمهم، انه التاريخ من يثبت هذا ولكن اذا ضل الجاهل وغوى فما احمق العالم اذ يتركه يغوي او يضل دون ان يهديه ويرشده، وما اقبح العالم اذ يضل ويحيد.
فرعون موسى؟؟
سؤال هو الاكثر شيوع في هذه الايام وكل ما افرغت جهدا عادك السائلون!، ان من اكثر تواريخ العالم غموضا، واكثرها تعرض للتشوية لهو تاريخ مصر القديم، فثمت يد تعبث وايدي تخرب وعقول ضائعة تغفو، وعقول تعي ولا تحرك ساكنا، وبينهم يضيع الحق وتختفي الحقيقة.
ولكن دائما نذكر انها لاتعمى الابصار ولكنها تعمى القلوب التي هي في الصدور.
ولنغلق اعيوننا قليل ونجعل التاريخ يحملنا الى الوراء حتى عام 3000 ق.م بعيد عن ارض مصر وبمحاذاة البحر الاحمر شرقا في ارض فلسطين، قوم من العرب البسطاء من قبائل مختلفه "كنعانيين" و "بلسطينيون" او "فلستينيون" وغيرهم، بيد ان "يعقوب عليه السلام لم يولد بعد، اي ان بنواسرائيل لم يولد جدهم الاكبر بعد.
كان قدوم الكنعانيين الى هذه البلاد عام 3000 ق.م على ابعد تقدير ويرجعه البعض الى 2500 ق.م.
ولكن متى سكن الانسان هذه الارض؟
ان اقدم الاثار التي تعود الى العصور الحجرية في فلسطين وجدت في طبرية الى جانب البحيرة، وتعود الى حوالي عام 600.000ق.م وبدراستها تبين انها تعود الى اجدد قبائل "الفلستينيون"، اي انها عربية صرفة ولايحتاج هذا الى نقاش، فقد ثبت صحته اثريا وعلميا.
ويعتبر احدث الشعوب التي دخلت فلسطين هم العبريون الذين دخلوه في فترة تخبطهم وتيههم وضياعهم، ولكن لم يلبسوا بها كثيرا حيث يحملنا التاريخ الى عام 586 ق.م حيث خرج جيش نبوخذ نصر لطرد اليهود من بلاد فلسطين بعد ان قاموا بعدة مخالفات في حق اصحاب البلاد الاصليين الى جانب خلافهم مع نبوخذ نفسه لعدة اسباب ليس هذا مجالها.
كل النصوص التي وجدت في عصور مصر القديمة وكذلك في العراق وسوريا تصف اهل فلسطين يكونهم "بدو" او "بلستينيون" او "كنعانيون" ويعتبر اول نص ذكر بنوا اسرائيل هو نص مرنبتاح في الاسرة19 المصرية في الدولة الحديثة بيد انه لم يحدد موقعهم في فلسطين!!
ان الحقائق تذكر ان فلسطين عربية هذا قديما فماذا لو حملنا التاريخ الى العصور الحديثة؟؟
1897م بداية اجتماعات للصهاينه لتحديد موقع ليعيشوا فيه لنحصرت الاقتراحات في عة مدن مثل الارجنتين، واستراليا، واوغند، ومريكا الجنوبية، لكن محتماتهم الدينية فرضت عليهم ارض العرب، وهنا جاء الاختيار على الاراضي التي تتوسط العالم القديم والحديث، فلسطين و سينا والجولان، وفي اعوام تالية توالت النكسات على العرب خاصة بعد اعتراف بريطانيا القوة العظمى في ذلك الوقت بدولة اسرائيل، ومن يومها والعرب في شتات وضياع، وكل يتخبط في تيهه، واليهود هم هم على عادتهم وقانونهم "فرق تسد" ....
وبعد ان حققوا مكاسب عسكرية لا ينكرها الا جاهل، فهزموا جيوشنا العربية في 48 ثم دمرو جيوشنا الباسلة خير جيوش الارض جيوش الهمة والشجاعه "مصر وسوريا والاردن" فقط في 6 ايام كانت حصيلة القتل فيها هي الاعظم في التاريخ "20 : 1" ، وخوفا من عودة جيوشنا العربية الى سابق مجدها ايام قطز وصلاح الدين وقلاوون، اصبح اليهود يلعبون في عقول الشعوب العربية بالفتن والصراعات الداخلية والتفرقة، ثم اليوم يبحثون عن مجد تاريخي يلتمسونه في نسبة فرعون موسى الى شخصية من الشخصيات الاشهر تاريخيا، "خوفو" وهم بناة الاهرام معه، اخناتون وهم ثورته الدينية ودعاة التوحيد، "رمسيس الثاني"، وهم قاهروه الذين قهروا بلا فخر اعظم فراعنة العالم القديم المحاربين بعد تحوتمس الثالث.
ولكن كل هذا بلا دليل الا عقول بعض المرضى الذين يروجون لهذا
تارة يقولون
1- خوفو فرعون موسى واستعبد اليهود لبناء الهرم العظيم
2- رمسيس فرعون موسى واليهود هم حكام مصر
3- اخناتون هو فرعون موسى
....وغيرها بيد انهم جميعا لا ينظرون الى انفسهم نظرة ثاقبة ليروا انهم فارغون وانهم مجرد السنة تردد ما يقوله اليهود لرفع نفسهم فوق العرب ... ولا يفكرون مره في كونهم عرب او كون هذا تاريخنا
وبعد ما قدمنه من اراء ونقد له حول رمسيس الثاني وكونه فرعون موسى في المقالات الثالثة السابقة لا نر رد مناسب لهذه الاسئلة ولكن رد واحد سوف يسكت هذه الالسنه دائما وهي ان القرآن الذي تستخدمون اياته دائما لتقنعوا الضعفاء، قد حكم على ان فرعون موسى قد هدمت كل اثارة ولم يبقى منها شيئا فقل تعالى "ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وماكانوا يعرشون" صدق الله العظيم
اي ان فرعون موسى اثاره قد دمرت بعكس خوفو وهرمه خير شاهد واخناتون وتماثيله تملاء العالم ورمسيس ولا حرج في ذكر اثاره فهي الاكثر على الاطلاق..
واخيرا ما ذكره د/ جمال بدوي عن هذا الامر حيث قال
من بين الأشياء التي يبدو أنها قد أثرت على الكثير من الناس بسبب الدعاية الصهيونية الواسعة والمكثفة على مدى عقود أن اليهود كانوا هم السكان الأصليون لفلسطين ببساطة بمجرد استرجاع أرض أجدادهم وبذلك يجوز أن لا يكون المسلمون و ربما المسيحيون أيضا سوى غزاة ، و بأنهم يقومون فقط بمجرد استرداد الأرض التوراتية الموعودون بها .
هذا افتراء على الأساسين اللاهوتي والتاريخي بالإضافة إلى القانون الدولي. إنها كاذبة لاهوتيا فحتى أنّ حاخاما يهوديا مثل الحاخام رامي المار برغر في كتيّب له يظهر أنه حتى التوراة عندما يتحدث عن أرض الميعاد لسلالة سيدنا إبراهيم عليه السلام هو يعترف ، بأن المسلمين هم أيضا من سلالة سيدنا إبراهيم ليس فقط اليهود ، هذا رقم 1.
ليس سليما من الناحية التاريخية لأنه كما وصف القرآن الكريم عندما ذهب بنو إسرائيل بعد الاضطهاد في مصر بقيادة موسى عليه السلام فإنهم لم يدخلوا أرضا كانت فارغة إذ كان فيها الكنعانيون الذين يعيشون هناك ، عندما جاءت المسيحية بعض هؤلاء الكنعانيين أ نفسهم أصبحوا مسيحيين، عندما جاء الإسلام بعض من نسل هؤلاء الكنعانيين أصبحوا مسلمين، لم يكن هناك غزو على هذا النحو، بطريقة أخرى ليس هناك كيان مزروع هم الناس الذين يعيشون هناك وجدوا قبل أن تطأ أقدام اليهود أرض فلسطين ، وهكذا حدث ليكونوا مسلمين أو مسيحيين هكذا إذا فإن الأمر ليس صحيحا تاريخيا و من حيث القانون الدولي أيضا، فأنت تحصل على وضعية يكون فيها الإرهاب، الإرهاب الحقيقي الذي كان مقدمة أولية للإرهاب في الشرق الأوسط عندما كان الفلسطينيون يُرهَبُون (بفتح الباء) و يُذَ بََحُون (بفتح الباء) ، وهنالك العديد من المذابح مثل مذبحة "دير ياسين" الشهيرة عندما كان بيقن، رئيس الوزراء السابق لإسرائيل طرفا في ذلك و دخول قرية مسلمة جامعا في وقت الفجر في الصباح الباكر جدا جميع الرجال والنساء والأطفال و حصدهم و عددهم 248 كما ذكر مراقب محايد من الصليب الأحمر، وهذا مثال واحد فقط لتلك الوسائل الإرهابية التي وقع تسليطها عليهم لطردهم من الأرض وإعلان دولة على الأرض التي لا تعود إليهم.
إذا من جميع وجهات النظر كانت معاملة الشعب الفلسطيني على قدر كبير من الظلم تم القيام به على هذا الشعب وعملية السلام أو ما يسمى اتفاق السلام لم يقدم في الواقع حقوقا كاملة أو حتى قريبة من حقوق معقولة للفلسطينيين و تمّ إبعاد الفلسطينيين الذين طردوا في عام 1948 و 1956 و 1967 ؛ وهذا هو الجزء الأكبر من الفلسطينيين.
بأيّ حقّ يكون لدى شخص ولد في روسيا كيهودي، طوال حياته قدر أكبر من المطالبة بالأرض التي تنتمي إلى فلسطيني طرد منها بعيدا ؟ و الآن ما يسمى عملية السلام لا تسمح له بالعودة إلى أرض أجداده أو باسترداد ملكيته، أي نوع من العدالة وأي نوع من القانون الدولي؟ ولماذا يمكن تفسير القانون الدولي وتطبيقه بهذه الطريقة غير العادلة والمنحازة ؟
وخيرا اقول ان تاريخنا مليء بالالغاز تحتاج الى بحث حقيقي معتمد على الاثار والادلة الملموسة والتى لاتحتاج الى نقاش وليس ضرب من اللهو كما يفعل البعض .. فقصة موسى في القران لم يريد العبرة اما في التاريخ فلم يثبت بعد من فرعون موسى.. وكلنا في انتظار الاثار ان تبوح باسرارها ولن نطيل الجدال الذي يستفيد منه فقط اليهود... ودائما من يستفيد من ورائهم هم اليهود العالقون ذباب هذا العصر الذين لا اصل لهم ولا حضارة حتى يبارون بها العرب، وان فلسطين لموعدنا عما قريب ولتعلمون من الاعز المنتصر.