المواضيع الأخيرة
» تحميل كتاب "تحفة العروس أو الزواج الإسلامي السعيد"
 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) Icon_minitimeالأربعاء أبريل 17, 2024 9:24 am من طرف profost

» الخطوات الأساسية لاختيار السباك المناسب في الرياض
 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) Icon_minitimeالأربعاء فبراير 21, 2024 7:39 pm من طرف gamal

» تحميل كتاب الموطأ لإمام دار الهجرة مالك بن أنس رواية يحي بن يحي الليثي
 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) Icon_minitimeالخميس فبراير 15, 2024 7:55 pm من طرف profost

» تأثير تراكم الرواسب على صحة الهواء والصحة العامة: دراسة حالة في الرياض
 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) Icon_minitimeالخميس فبراير 15, 2024 5:36 pm من طرف gamal

» الكهرباء الآمنة تبدأ من هنا: كيفية اختيار كهربائي معتمد لمنزلك في الرياض
 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) Icon_minitimeالخميس فبراير 15, 2024 3:07 pm من طرف gamal

» تحقيق التوازن الحياتي: كيف يُسهم مكتب الشغالات في تقديم الدعم الأسري؟
 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) Icon_minitimeالخميس ديسمبر 28, 2023 10:30 pm من طرف gamal

» رفاهية الهواء البارد: خدمات شركة صيانة مكيفات في شمال الرياض
 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 27, 2023 2:37 pm من طرف gamal

» مكاتب شغالات في مدينة نصر: تحسين جودة الحياة المنزلية
 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 27, 2023 9:48 am من طرف gamal

» نظافة فائقة: استعراض لأفضل شركات تنظيف المنازل في مدينة نصر
 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 27, 2023 7:57 am من طرف gamal

» تنظيف وتعقيم: شركة صيانة مكيفات تفوق التوقعات في شرق الرياض
 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 25, 2023 11:32 am من طرف gamal

» في ظل الحرارة: كيف تعتني شركتنا بمكيفاتك في غرب العاصمة؟
 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 25, 2023 10:39 am من طرف gamal

» تنظيف فعّال وبيئي: رحلة استخدام البخار في تحسين نظافة وصحة الكنب في الرياض
 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 25, 2023 9:07 am من طرف gamal

» شركات تنظيف الكنب بالرياض: تلميحات حول الاختيار الأمثل
 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) Icon_minitimeالسبت ديسمبر 23, 2023 9:29 pm من طرف gamal

» المهنية والجودة: كيف يساهم مكتب الترجمة المعتمد في نجاح الأعمال في سوق مدينة نصر؟
 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 18, 2023 3:41 pm من طرف gamal

» Exercice 10: Systèmes mécaniques oscillants || Pendule pesant (Examen national 2010) || 2BAC
 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) Icon_minitimeالأحد مايو 28, 2023 4:01 pm من طرف Admin


 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) Coverالموطأ للامام مالك بن أنس - رواية يحي بن يحي الليثي

 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) %25D8%25AA%25D8%25AD%25D9%2581%25D8%25A9%2B%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B9%25D8%25B1%25D9%2588%25D8%25B3تحميل كتاب "تحفة العروس أو الزواج الإسلامي السعيد"

 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) 35058666._SX318_كتاب ''الثقة الفورية'' لبول ماكينا

 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) 63884321153sتحميل رواية الخيميائي لباولو كويلو


 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) 0000503075تحميل كتاب أنتيخريستوس

 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) Df175c197343784d206f920819480306.pngتحميل كتاب الكون الأنيق لبرايان غرين

 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) 95730e2b4ba704e0e1f7752bc3d927e2.jpgتحميل كتاب أينشتين والنسبية pdf الكاتب مصطفى محمود

 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) %D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%89-%D9%85%D9%86-%D8%B9%D9%85%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86تحميل كتاب الدقائق الثلاث الأولى من عمر الكون لستيفن وينبرغ

 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) 15305تحميل كتاب الحرية أو الطوفان ل د. حاكم المطيرى

 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) 17841329._UY546_SS546_تحميل كتاب ''الإنسان الصرصار'' لفيودور دوستويفسكي

 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) 1023770_1200x1791تحميل كتاب أحجار على رقعة الشطرنج

 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) AM5ffzaمائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ

 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) Fq775Qzرواية 100 عام من العزلة

 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) 29566152._SY475_ كتاب الهدوء لـ سوزان كين

 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) 1006433كتاب أيقظ قواك الخفية لأنتونى روبنز

 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) Ketab4pdf.blogspot.com-mghtrbonرواية المغتربون

 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) Ketab4pdf.blogspot.com-kabsolaكتاب كبسولة قبل الامتحان

 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) 157637كتاب أسلحة، جراثيم، فولاذ - مصائر المجتمعات البشرية لجارد دايموند

 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) Coverتحميل وقراءة كتاب "فن الحرب" لسون تزو

 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) 1657915692تحميل كتاب سيكولوجية الجماهير لـ غوستاف لوبون

 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) %25D9%2584%25D8%25A3%25D9%2586%25D9%2583%2B%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2584%25D9%2587كتاب "لأنك الله" للشيخ علي بن جابر الفيفي

 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) 22796308كتاب ''العوالم المتوازية للذات'' للكاتب فريدريك داودسون

 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) Images?q=tbn:ANd9GcTuIfDOGtIWB7LPzk_M25DnL7Wffx8dg4CDc0Tw8jH3to4YNYfi تحميل كتاب التغلب على الخجل لجون ووكر و موري شتاين

 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) 2vY2A12تحميل كتاب "الأهداف" لبراين ترايسي

 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) Imageتحميل كتاب ''قوة الفشل'' لشارلز مانز

الزوار
Flag Counter
اعجبني الموقع

الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم)

اذهب الى الأسفل

 الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) Empty الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم)

مُساهمة من طرف Admin الخميس أبريل 23, 2015 11:41 pm



إِنَّ الْحَـــــــمْدَ لِلهِ تَعَالَى، نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِينُ بِهِ وَ نَسْتَهْدِيهِ وَ نَسْــتَنْصِرُه

وَ نَــــعُوذُ بِالْلهِ تَعَالَى مِنْ شُــــرُورِ أَنْفُسِنَا وَ مِنْ سَيِّئَــــاتِ أَعْمَالِنَا

مَنْ يَـــهْدِهِ الْلهُ تَعَالَى فَلَا مُضِــــلَّ لَهُ، وَ مَنْ يُـضْلِلْ فَلَا هَــــادِىَ لَه

وَ أَشْــــــــــهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الْلهُ وَحْــــــدَهُ لَا شَــــــرِيكَ لَه

وَ أَشْـــهَدُ أَنَّ عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، صَلَّى الْلهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا

أَمَّـــا بَعْــــد:

{{ الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم) }}
{للأمانة...الكاتب :: حسام بن عبدالعزيز الجبرين }


الخطبة الأولى:

الحمد لله الذي افتتح كتابه بالحمد، فقال: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الفاتحة: 2]، وأشهد أنْ لا إله إلاَّ الله، وحده لا شريك له، خلق فسوَّى وقدَّر فهدى، وأشهد أن محمَّدًا عبده ورسوله، وصفيُّه وخليله، صلَّى الله وسلَّم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا.

أما بعد، أيُّها المؤمنون: فأوصيكم ونفسي بالتقوى؛ ألاَّ يفقدك حيث أمرَك، وألاَّ يراك حيث نَهاك.

إخوة الإيمان: حديثُنا اليوم عن أعظم سورةٍ في كلام الله - سبحانه -، ومِن فضل الله أنَّها يسيرة، كلُّ المسلمين يَحفظونها؛ إذْ لا تصحُّ صلاتُهم إلاَّ بِها، هي السَّبع المثاني، أمُّ القرآن، سورة الفاتحة، ولَها أسماء أخرى، منها: الشِّفاء، والكافية، وأمُّ الكتاب، والرُّقْية، والصلاة، والواقية، والحمد.

وكثرة أسمائها تدلُّ على أهميتها وفضلها.

وإليكم حديثين في فضلها: أخرج البخاريُّ عن أبي سعيدِ بن المُعَلَّى - رضي الله عنه - قال: كنت أصلِّي، فدعاني النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فلم أُجِبْه، قلتُ: يا رسول الله، إنِّي كنت أصلِّي، قال: ((ألَم يَقُل الله: (اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ)[الأنفال: 24]؟))، ثم قال: ((ألاَ أعلِّمُك أعظمَ سورة في القرآن قبل أن تَخرج من المسجد؟))، فأخذ بيدي، فلمَّا أردنا أن نَخرج، قلتُ: يا رسول الله، إنَّك قلتَ: ((لأُعَلِّمنَّك أعظم سورة من القرآن))، قال: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، هي السَّبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيتُه)).

وأخرج البخاريُّ أيضًا عن أبي سعيدٍ الخدريِّ - رضي الله عنه - قال: انطلق نفرٌ مِن أصحاب النبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - في سفرة سافَروها، حتَّى نزلوا على حيٍّ من أحياء العرب، فاستضافوهم، فأبوا أن يضيِّفوهم، فلُدِغ سيِّدُ ذلك الحيِّ، فسَعْوا له بكلِّ شيء، لا ينفعه شيءٌ، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرَّهط الذين نزلوا؛ لعلَّه أن يكون عند بعضهم شيء، فأتوهم، فقالوا: يا أيُّها الرهط، إن سيِّدَنا لُدِغ، وسعينا له بكل شيء، لا ينفعه، فهل عند أحدٍ منكم من شيء؟ فقال بعضهم: نعم، والله إنِّي لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم، فلم تضيِّفونا، فما أنا بِراقٍ لكم حتَّى تجعلوا لنا جُعْلاً، فصالحوهم على قطيعٍ من الغنم، فانطلق يتفل عليه، ويقرأ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الفاتحة: 2]، فكأنَّما نشط من عقال، فانطلق يَمشي وما به قلبة، قال: فأوفَوْهم جُعْلهم الذي صالَحوهم عليه، فقال بعضهم: اقسموا، فقال الذي رقَى: لا تفعلوا حتَّى نأتِيَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فنذكر له الذي كان، فننظر ما يأمرنا، فقَدِموا على رسول الله، فذكروا له، فقال: ((وما يدريك أنها رُقْية؟)) ثم قال: ((قد أصَبْتُم، اقسموا، واضربوا لي معكم سهمًا))، فضحك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -.

أيها المصلُّون: سنَأخذ لطائف وفوائدَ وتأمُّلات ذكَرَها أهلُ العلم في آيات هذه السُّورة.

ففي أوَّلِها ذَكَر الله الحَمْد له - سبحانه -، ولم يذكر لِحَمده ظرفًا زمانيًّا ولا مكانيًّا؛ ليستغرق جميع المحامد، والحمد ثناءٌ متضمِّنٌ معنى الشُّكر، وفيه مَدْحٌ لله - سبحانه -، وفي الحديث الصحيح: ((والحمد لله تملأ الميزان)).

(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الفاتحة: 2]، (العالَمين) قيل: الجِن والإنس، وقيل: هو كلُّ موجودٍ سوى الله - سبحانه -، وهذا أعمُّ الأقوال، فيشمل الإنس والجنَّ، والملائكة والحيوان، وغيرَها، والعالَم علامةٌ يدلُّ على موجِده؛ (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِين) [الشعراء: 23 - 24].

قال السعديُّ: و"الرَّبُّ، هو المربِّي جميعَ العالَمين - وهم مَن سوى الله - بِخَلقه لهم، وإعداده لهم الآلات، وإنعامه عليهم بالنِّعم العظيمة، التي لو فقدوها لَم يُمْكِن لهم البقاء، فما بِهم من نعمةٍ، فمنه تعالى"؛ ا. هـ.

وفي قوله - تعالى -: (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)[الفاتحة: 3]، قال العلماء: (الرَّحْمَنِ) الذي وَسِعَت رحمتُه جميعَ الخلق، حتَّى الكفَرة منهم، أما (الرَّحِيمِ) فهو أخصُّ من الرحمن؛ فهو رحيمٌ بالمؤمنين، والرحمن والرحيم اسمان من أسماء الله - تبارك وتعالى - يتضمَّنان إثبات صفة الرحمة لله - تعالى -كما يليق بِجَلاله.

وقال القرطبِيُّ: "وصَف الله - تعالى - نفسه بعد قوله: (رَبِّ الْعَالَمِينَ) بأنه: (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)؛ لأنه لَمَّا كان في اتِّصافه بـ (رَبِّ الْعَالَمِينَ) ترهيبٌ، قرَنَه بـ (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)؛ لما تضمَّنه من الترغيب؛ لِيَجمع في صفاته بين الرهبة منه والرغبة إليه، فيكون أعونَ على طاعته وأمنع"؛ ا. هـ كلامه.

وربُّنا المالك المتصرِّف في الدُّنيا ويوم الدينِ، (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)[المطففين: 6]، لكن لِماذا خصَّ الملْك هنا بيوم الدِّين؟ والجواب: لأنَّه في ذلك اليوم يَظهر للخلق - تَمامَ الظهور - كمالُ ملكِ الله وعدله وحكمته، وانقطاع مُلْك الخلائق كلِّها، وفي الصَّحيحين مرفوعًا: ((يَقبض الله الأرض، ويطوي السَّماوات بيمينه، ثُمَّ يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض؟))، ففي ذلك اليوم، يستوي الحُكَّام والمَحكومين، فلا يدَّعي أحدٌ هنالك شيئًا، ولا يتكلم أحد إلاَّ بإذنه؛ (يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ)[هود: 105].

وفي قول الله: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)[الفاتحة: 5] يقول ابن تيميَّة - رحمه الله -: "تأمَّلتُ أنفع الدُّعاء، فإذا هو سؤال العون على مرضاته - تعالى -، ثُمَّ رأيته في الفاتحة: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)"؛ اهـ، وقال الضحَّاك: عن ابن عباس: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ)؛ يعني: إيَّاك نوحِّد، ونخاف ونرجو، يا ربَّنا، لا غَيْرَك، (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) على طاعتك وعلى أمورنا كلِّها.

قال ابن كثير: "وقُدِّم المفعول وهو (إياك)، وكُرِّر؛ للاهتمام والحَصْر؛ أيْ: لا نعبد إلاَّ إياك، ولا نتوكَّل إلا عليك"؛ ا. هـ، وقال أيضًا: "وتحوّل الكلام من الغيبة إلى المواجهة بكاف الخِطاب، وهو مناسبة؛ لأنَّه لما أثنَى على الله فكأنَّه اقترب وحضر بين يدَيِ الله تعالى؛ فلهذا قال: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)"؛ا. هـ.

بارك الله لي ولكم.

الخطبة الثانية

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيِّبًا مبارَكًا فيه، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحبه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد، أيُّها الكرام: وعَودًا إلى تأمُّلات العلماء في الآيات، قال بعض السَّلف: الفاتحة سرُّ القرآن، وسرُّها هذه الكلمة: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)[الفاتحة: 5].

وقال السعديُّ: "وذكر (الاستعانة) بعد (العبادة) مع دخولِها فيها؛ لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله - تعالى -، فإنَّه إن لَم يُعِنه الله، لَم يَحصل له ما يريده من فِعل الأوامر، واجتناب النواهي"؛ ا. هـ.

ثم بعده الدعاء العظيم بطلب الهداية إلى الصِّراط المستقيم، الإسلام الذي هو الطريق الواضح، الموصِّل إلى رضوان الله وإلى جنَّتِه، الذي دلَّ عليه خاتَمُ رسله وأنبيائه محمَّد - صلى الله عليه وسلم -.

قال السعديُّ: "فاهدنا إلى الصراط، واهدنا في الصِّراط؛ فالهداية إلى الصِّراط: لزُوم دين الإسلام، وتَرْكُ ما سواه من الأديان، والهداية في الصِّراط تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينيَّة؛ علمًا وعمَلاً"؛ا. هـ كلامه - رحمه الله -.

طريق الذين أنعمَ عليهم من النبيِّين والصدِّيقين، والشُّهداء والصالحين؛ إذْ هم أهل الهداية والاستقامة، ولا تَجعَلْنا مِمَّن سلك طريق المغضوب عليهم، الَّذين عرفوا الحقَّ ولَم يعملوا به، وهم اليهودُ ومن كان على شاكلتهم، والضالِّين، وهم الذين لَم يهتدوا، فضَلُّوا الطريق، وهُم النَّصارى، ومن اتبع سُنَّتَهم.

قال العثيمين - عليه رحمة الله -: "هذا بالنِّسبة لحالهم قبل البعثة"؛ أيِ: النَّصارى، "أمَّا بعد البعثة فقد علموا الحقَّ، وخالفوه، فصاروا هم واليهود سواء، كلُّهم مغضوب عليهم"؛ ا. هـ.

وقال الإمام الطحاويُّ: "أنفع الدُّعاء وأعظمه وأحكَمُه دعاء الفاتحة: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)[الفاتحة: 6]؛ فإنَّه إذا هداه هذا الصِّراط أعانه على طاعته، وترك معصيته، فلم يصبه شيءٌ، لا في الدُّنيا، ولا في الآخرة"؛ ا. هـ.

أيُّها المصلُّون: هذه السورة الكريمة - على قِصَرها - اشتملت على معانٍ عظيمة؛ فاشتملت على حَمد الله وتَمجيده والثَّناء عليه، وعلى ذِكْر المعاد، وعلى إرشاده عبيده إلى سؤاله، والتضرُّع إليه، وإخلاص العبادة له وتوحيده - تبارك وتعالى - والتبَرُّؤِ من حَوْلِهم وقوَّتِهم إلى سؤالِهم إيَّاه الهدايةَ إلى الصراط المستقيم، وهو الدِّين القويم، وتثبيتهم عليه حتَّى يُفضي بهم ذلك إلى جواز الصِّراط الحسِّي يوم القيامة، المفضي بهم إلى جنَّات النعيم في جوار النبيِّين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، والتحذيرِ من مَسالك أهل الباطل، وهم المغضوب عليهم الذين عرَفوا الحقَّ وترَكوه، والضالِّين الذين عبدوا الله على جهلٍ فضَلُّوا وأضَلُّوا.

كما أنه يسنُّ لقارئ الفاتحة بعد الفراغ منه أن يقول: "آمينَ"، ومِمَّا ورد في فضله ما في الصحيحين مرفوعًا: ((إذا أمَّنَ الإمام فأمِّنوا؛ فإنه مَن وافق تأمينه تأمين الملائكة، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه)).

اللهم انفعنا بِما علَّمتَنا.
Admin
Admin
مدير المنتدى
مدير المنتدى

الابراج : الجوزاء
عدد الرسائل : 2283
العمر : 34
نقاط التميز : 5796
السٌّمعَة : 47
تاريخ التسجيل : 15/12/2008

https://medamin.ahlamontada.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى