الفرق بين الكفر و الشرك بالله.

من طرف **Admin** الثلاثاء مارس 01, 2016 12:35 pm

بسم الله الرحمن الرحيم، و الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على خير الخلق أجمعين، سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم، و على آله و صحبه أجمعين، و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

و لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء

أما بعد.....

المصدر: من وحي تفاسير القرآن الكريم.

من وحي تفاسير أوائل سورة البقرة.

الجزء السادس عشر: الفرق بين الكفر و الشرك بالله.

المؤمن يعبد الله تعالى وحده، الواحد الأحد الفرد الصمد، الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد. و الكافر لا يقر بوجود الله تعالى أبدا، فلا يعبده و لا يعترف بوجود أي إله أو خالق للكون، و قد يتطور كفره ليصل به أن يعبد الطواغيت من دون الله تعالى. و المشرك بالله يقر بوجود الله تعالى و يعترف بأن الله تعالى هو خالق للكون، و لكنه يضع مع الله آلهة أخرى، قد يظن أنها شاركت الله تعالى في الخلق و أنها آلهة مثله، أي أن مجموعة من الآلهة هي من خلقت الكون و كل منها مخصص للإهتمام بما خلق، و قد يظن أن الله تعالى هو الخالق الوحيد للكون، و لكنه يستعين بآلهة مستقلين عنه لتدبير أمور الكون، و قد يظن أن تلك الألهة التي يعبدها هي الواسطة بين العبد و الله تعالى الخالق، و الشرك بالله متعدد و يطول الحديث عنه.

تحدثنا سابقا فقلنا أن الإيمان مراتب و درجات، و أعلى مراتب الإيمان هو الإحسان. و كذلك فإن الشرك بالله تعالى درجات، و أعلى درجات الشرك بالله هو الكفر. فمن إستعان بغير الله تعالى فقد أشرك بالله، و من حلف بغير الله تعالى فقد أشرك بالله، و من تقرب لغير الله تعالى فقد أشرك أيضا بالله، و لعل هذا أدنى درجات الشرك بالله تعالى، حيث يكون المسلم موحدا لله و عابدا له و مؤمنا به، و لكنه في لحظات معينة و أوقات ضعف إيمان محددة، قد يلجأ لغير الله تعالى لتحقيق مراده أو لدفع الأذى عن نفسه أو ماله أو أهله، و هو بهذا قد أشرك بالله إما قاصدا و متعمدا و إما خطأ و سهوا، و في كلا الحالتين إن إستغفر و تاب و أناب فإن الله غفور رحيم، و هذا ما يسمى بالشرك الأصغر الذي يصيب المؤمنين بدرجات متفاوتة و متعددة.

هناك نوع آخر من الشرك بالله أعلى درجة، يصيب المؤمنين أيضا و لكن ليس في لحظة ضعف و حاجة آنية و يزول بزوال السبب، و إنما يكون ناتجا عن معتقدات دائمة و خاطئة في العبادة، قد تكون متعمدة و مقصودة عند البعض الذين يعرفون أنها درب من دروب الشرك بالله، و قد تكون غير متعمدة و غير مقصودة عند البعض الآخر الذين يظنون جهلا أنها زيادة في العبادة و التقرب إلى الله تعالى، و من الأمثلة على هذا الشرك بالله: ما يعتقده بعض المسلمين من وجود الولي و أنه الواسطة بين العبد و الله تعالى، و ما يعتقده غيرهم من وجود بركات للأضطرحة و القبور فيظنون أنها قد تنفع و تضر من دون الله تعالى، أو من يعتقد أن الجن قادرون على النفع أو الضرر بدون إذن الله تعالى.... الخ.

تتدرج أنواع الشرك بالله حسب درجة معصيتها لله الواحد القهار، فتمر بالسحر و الشعوذة و من يشركون عبادة الجن مع عبادة الله تعالى، أو من يشركون عبادة الأنبياء و الملائكة و الأولياء مع عبادة الله تعالى مثل النصارى و اليهود و غيرهم، و منهم من يصل به الحال لعبادة الشيطان الرجيم مع الله تعالى، و منهم من يصل إلى درجة الكفر الذي تتحدث عنه الآيتين (6،7) من سورة البقرة، و هو أعلى درجات الشرك بالله، و منهم من يصل لحد الكفر بالله تعالى فيعبد الشمس أو القمر أو البقر أو الحجر أو الشيطان الرجيم من دون الله تعالى، و لا يعترف بتاتا بوجود الله تعالى. فالشرك درجات و الكفر درجة واحدة و هي أعلى درجات الشرك بالله الواحد القهار، و الله أعلم.

هذا ما إجتهدت به فإن أصبت فمن الله و إن أخطأت فمن نفسي و الشيطان و أستغفر الله العظيم
و الحمد لله رب العالمين

للامانة منقول